ينتمي فيلم" السا وفريد" (2014) إلى نوع الأفلام التي تدور أحداثها في أجواء كبار السن، وأشخاصها، بطبيعة الحال من كبار السن. تتعلق الحبكة الرئيسية للفيلم بعلاقة بين رجل وامرأة من كبار السن، تبدأ عادية وتتحول إلى حب.
اختار المخرج اثنين من ألمع الممثلين في السينما الأمريكية في النصف الثاني من القرن العشرين، هما شيرلي ماكلين وكريستوفر بلمبر.
يؤدي كريستوفر بلمبر دور رجل في الثمانين من عمره، اسمه فريد، ترمل بعد وفاة زوجته، ما يجبره على الانتقال للعيش، رغما عن إرادته، إلى شقة جديدة، بضغط من ابنته. تسكن في الشقة المواجهة امرأة في عمره تقريبا، امرأة غريبة الأطوار والتصرفات، مليئة بالحيوية، اسمها السا، أدت دورها شيرلي ماكلين. فريد والسا شخصيتان متناقضتان: هو إنسان جهم، جاد، غير راض عن حياته وحتى عن علاقته بابنته، عقلاني، يقضي معظم وقته مسترخيا في بيته، وهي امرأة هوجاء، لا مبالية، مرحة، والأهم تكذب باستمرار ولا تخجل من ذلك حين تنفضح الكذبة، وهي تقدم نفسها على أنها أرملة مات زوجها من زمن بعيد. الشغف الأساسي عند الزا هو مشهد من الفيلم الإيطالي "الحياة الحلوة" للمخرج فيديريكو فيلليني، من تمثيل الممثلة الأمريكية انيتا اكبرج، وهو المشهد الذي ترقص فيه في الليل وسط نافورة شهيرة في روما. السا تحلم بأن تسافر إلى روما وترقص مثلها وسط ماء النافورة، وهي تملأ جدران منزلها بصور معبودتها الممثلة الأمريكية.
الجدير بالذكر هنا أن هذا الفيلم هو إعادة اقتباس لفيلم اسباني أرجنتيني مشترك بنفس العنوان أنتج في العام 2005.
