غنى وكتب النمري كلمات عاطفية ووطنية وشعبية، عبر عن انتمائه للوطن والبيئة المحيطة بها وعن حماسه للدفاع عنها
ولد المطرب توفيق النمري عام 1918 في بلدة الحصن في اربد ، يعتبر واحدًا من رواد الحركة الفنية في الأردن وأحد رموزها، واشتهر بتقديمه بأغاني التراث الشعبي مع عبده موسى، عمل النمري في الجيش وكان شغوفًا بجمع وتدوين التراث الفلكلوري الغنائي من كافة مناطق الأردن وانطلقت بداياته عام 1949 عبر أثير إذاعة رام الله، حيث امتهن التلحين والغناء والإشراف الموسيقي.
ترك النمري وراءه مكتبة ضخمة من الألحان وقدم 750 عملا فنيا محفوظة في أرشيف الإذاعة والتلفزيون والتي كانت المؤسسة الوحيدة المسؤولة عن إنتاج وإجازة الأعمال الفنية الموسيقية، من أهم أغنياته: اشعل النار، بلف وبدور، حسنك يا زين، دخلك يا زيزفوني، ريفية، يلي حسنك، ضمة ورد، عا اللالا، قلبي يهواها، شفتك يا غزال، منيتي، اسمر خفيف الروح، الطيارة، والله لاتبع محبوبي، ما سلا قلبي هواكم.
غنى وكتب النمري كلمات عاطفية ووطنية وشعبية، عبر عن انتمائه للوطن والبيئة المحيطة بها وعن حماسه للدفاع عنها، تميز بتوظيفه الجغرافيا الأردنية وذكر أماكن الأردن ومناطقه في أشعاره معبرًا عن ارتباطه بالمكان. واستلهم أيضًا بعض أغاني من أشعار حسني فريز و رشيد زيد الكيلاني و ابراهيم مبيضين وجورج حدّاد. أمتهن النمري الفن أكثر من خمسين سنة وأصبحت أغانيه مع الوقت جزءا من التراث الأردني الذي تحفل به المناسبات السعيدة كالأفراح والأعياد الرسمية والمهرجانات الوطنية.
ساهم النمري في نشر التراث الأردني على المستوى العربي، وذلك من خلال تقديمه الكثير من ألحانه الى عدد من الفنانين العرب البارزين أمثال نجاة الصغيرة وسميرة توفيق ووديع الصافي ونصري شمس الدين. كما قدم أعمالاً مع مشاهير الغناء العربي منها (أسمر خفيف الروح) مع الفنانة سميرة توفيق، و مع الفنان وديع الصافي (حسنك يا زين جنني، ووقلبي يهواها)، ومع الفنانة كروان دمشق أغنية (والله لأتبع محبوبي).
يحمل أربعة أوسمة ملكية هي ”وسام الكوكب الأردني” من الدرجة الثالثة، “ميدالية الحسين الذهبية للتفوق”، “وسام الحسين للعطاء المتميز” من الدرجة الأولى، “وسام الاستقلال” من الدرجة الثانية. ألف كتاب (ثقافتنا في خمسين عاما) عام 1972 حول الفلكلور الغنائي الأردني وانضم إلى جمعية المؤلفين والملحنين العالمية والمجمع العربي للموسيقى – بغداد. توفي في 23 أوكتوبر 2011 بعد مضاعفات مع المرض أدخل ودفن في مسقط رأسه.
بقلم أفنان أبو يحيى