ركزت أفكار عرار على التبشير بالقوميّة العربيّة والدعوة للوحدة ورفض الاستعمار وأولوية المصلحة الوطنية.
ولد مصطفى وهبي التل الملقب بعرار أو شاعر الأردن في 1899 ويعتبر أشهر شعراء الأردن وواحد من أبرز شعراء الشعر العربي المعاصر. تلقى تعليمه الابتدائي في مدينة اربد حيث ولد في المدرسة الصالحية التي أسسها والده وثم سافر إلى دمشق عام 1912 للدراسة في مدرسة عنبر. حصل إجازة المحاماة عام 1930 وأتقن التركية وتعلم الفرنسية والفارسية، الأمر الذي مكنه من ترجمة رباعيات الخيام.
عمل مصطفى معلماً في مدارس متفرقة في الأردن، وتسلم مجموعة من الوظائف في سلك القضاء والحكومة شملت عمله كحاكم إداري ومأمور إجراءات، عمان، ورئيس كتاب محكمة الاستئناف، ومدّعي عام السلط، ومساعد النائب العام، ومفتش أول، ورئيس تشريفات في الديوان العالي، ومتصرف للواء البلقاء، وسجن مصطفى عدة مرات وتعرض للنفي قبل أن يفتتح مكتبًا للمحاماة في عمان في عام 1942 كان عبارة عن مساحة ثقافية تتسع لمجموعة من شعراء عصره.
عرف عنه المشاركة في الحركات الطلابية ورفض الظلم وسياسات الأتراك المجحفة أثناء دراسته في دمشق وبيروت. ومارس نشاطه السياسيّ في الأردن وفلسطين حيث نشر مقالات في السياسة والأدب، وقصصًا مترجمة وأخبارًا تغطي الأحداث في الأردنّ في جريدة الكرمل الحيفاوية. ركزت أفكار عرار على التبشير بالقوميّة العربيّة والدعوة للوحدة ورفض الاستعمار وأولوية المصلحة الوطنية.
ويقول وزير الثقافة الأسبق صبري ربيحات في ندوة ثقافية "إن مصطفى وهبي التل "عرار" شاعر من لون الأرض وأمضى الكثير من حياته وهو يبحث عن الهوية الأردنية في إطارها العربي. وكان يناضل من أجل رفع كل محاولات الإلغاء والغموض والتعويم لها، كان شاعرا ومحاميا وحاكما إداريا، وكان صاحب أول مشروع لربط الإنسان بالمكان، وتعظيم قيم العدل والحرية والمساواة، وكان يمقت الطبقية والاستحواذ والإقصاء، فقد اختار النور كثابت من ثوابت الرمزية الشعرية ليسخر من قيم الشللية والتمييز الذي رأى فيه ظلما وتعديا على الحقوق الأساسية للأردنيين".
له ديوان شعري واحد بعنوان "عشيّات وادي اليابس"، ودراسة "بالرفاه والبنين" كتبت بالاشتراك مع خليل نصر، ومجموعة من المقالات جمعها محمد كعوش في كتاب "أوراق عرار السياسية - وثائق مصطفى وهبي التل". وشكلت آثاره الأدبية مادة جاذبة لكثير من الباحثين. توفي مصطفى في 1949 في المستشفى الحكومي بعمّان ودفن في تل إربد كما جاء في وصيته. في 1988 تبرع أبناؤه ببيت العائلة وقفا لذكرى عرار ليصبح البيت صرحا ثقافيا عاما يأمُّه الزوار والسياح والطلاب وتقام في أروقته الفعاليات الثقافية والفنية والأمسيات الشعرية.
بقلم أفنان أبو يحيى