يركز أبو لبن في لوحاته على الإنسان وبشكل خاص المرأة كعنصر رئيس في لوحاته ويميل إلى الضربات اللونية السريعة
ولد الناقد والتشكيلي غسان أبو لبن في مدينة بيت لحم عام 1964 واستقرت عائلته في الأردن بعد حرب النكسة عام 1967. درس المرحلة الابتدائية في جبل التاج بعمان، وتخرج عام 1987 من كلية الفنون الجميلة في جامعة اليرموك، وبعد تخرجه، أقام أبو لبن معرضه الأول في رابطة الفنانين التشكيليين الأردنيين. عمل كمحاضر متفرّغ في الجامعة الأردنية وفي عام 1994، طرح أبو لبن في معرض الصور الشخصية الذي أقامه في جاليري الفينيق.
يركز أبو لبن في لوحاته، منذ معرضه الأوّل، على الإنسان وبشكل خاص المرأة كعنصر رئيس في لوحاته ويميل إلى الضربات اللونية السريعة، يقول أبو لبن في مقابلة معه إنه "يركّز في جزء كبير من اللوحات المعروضة على تعبيرات الوجوه بتجريد يحمل شحنة عالية من اللون والتبسيط والاختزال"، لافتاً إلى أنه "يعتمد على شكل جديد متعدّد السطوح مشغول على خشب بشكل صندوق معلّق يمثّل قرى ومناظر طبيعية في الأردن".
ضم أحد معارض أبو لبن تحت عنوان "اختزالات لونية" في "غاليري المشرق" قرابة ثلاثين عملاً بأحجام متوسّطة وصغيرة، وبألوان مائية وزيتية، وفق مفاهيم متعددة تتراوح ما بين الواقعية والتعبيرية والتجريدية من ناحية أخرى، متناولًا العديد من الموضوعات الإنسانية والاجتماعية والوطنية ان الواقع المحيط به، وموظفًا المضمون والمعنى الأدبي الواضح المعالم.
ويقول أبو لبن في مقابلة معه إلى أن "ما تختزنه الذاكرة من مشاهدات بصريّة أو انفعالات أو تأملات يتشابك مع مفردات جديدة تتراكم على مراحل زمنيّة متفاوتة ويصبح سطح اللوحة مجالاً لتقاطعات متعدّدة الطبقات، بحيث يتجرّد المألوف ليكون أكثر نقاءً في قيمة اللون وبعيداً عن التعريف في مرجعيّته الواقعيّة، وذلك نتيجة للتماهي بين جميع العناصر في محتوى التفاعل الذي تنشأ منه اللوحة، فمشروع أية لوحة ربما يولد قبل تنفيذها بسنوات أو ربما بلحظات لكنه يمتد في جذر الذاكرة معيداً صياغة تفاصيل سابقة ولاحقة معاً".
حصل أبو لبن خلال مسيرته الفنية على عدة جوائز منها مسابقة دون كيخوتة/ معهد سيرفانتس 1999، ومسابقة مئوية لوركا/ معهد سيرفانتس، 1998، ومسابقة فن الشباب/ المركز الثقافي الإسباني، 1988. أقام الفنان معارض عدّة في الكويت والإمارات ومصر والولايات المتحدة والشارقة ومصر وسورية وبنغلادش. له مجموعة شعرية وحيدة بعنوان "لا أرى فِيَّ سواي" أصدرها عام 2000. كما شارك أبو لبن في العمل على جدارية "القدس" الفنية في كلية الفنون والتصميم في الجامعة الأردنية التي تسرد في زخارفها نضال المرابطين في المدينة وتثبت هويتها.
بقلم أفنان أبو يحيى