استطاع العامري في ديوانه "أحلم بالرصيف" أن يزاوج بين طاقة الشعر وسحر الفن الذي ينطلق من وحي الطبيعة
وُلد محمّد حسن إبراهيم العامري 1959 في إربد، وهو شاعر وناقد فني ورسام تلقى تعليمه الابتدائي والإعدادي في مدرسة وقّاص، وأنهى الثانوية العامة في مدرسة الشونة الشمالية، ثم حصل على شهادة الدبلوم في التربية الرياضية من كلية حوّارة بإربد، ثم شهادة البكالوريوس في تأهيل المعلمين من الجامعة الأردنية في 1993. عمل العامري مدرسًا في وزارة التربية والتعليم قبل أن يشغل منصب المدير الثقافي لمعرض الفنيين للثقافة والفنون. وهو عضو الهيئة الإدارية لرابطة التشكيليين في الأردن وأمين العضوية في الهيئة الإدارية لرابطة الكتاب.
أقام العامري أكثر من عشرين معرضاً تشكيلياً شخصياً منذ سنة 1983. وفي الصحافة، رأسَ تحرير مجلة فنون منذ سنة 2008، وتولى إدارة مهرجان المسرح الذي تنظمه الوزارة الثقافة الأردنية من 2008. كما عمل مديراً لجاليري الفينيق سنة 1996، ومحرراً ثقافياً في صحيفة الدستور من 1997 حتى 2006. هو عضو في رابطة الكتاب الأردنيين، ومن مؤسسي جماعة أجراس الشعرية في عمّان سنة 1992.
له في الدواوين شعرية معراج القلق، خسارات الكائن، الذاكرة المسنّنة.. بيت الريش، قميص الحديقة، ممحاة العطر وفي الكتابات النقدية في الفن التشكيلي: الفنان توفيق السيد.. حياته وفنه، دفن الغرافيك في الأردن، الشاهد والتجربة.. دراسة في تجربة رفيق اللحام التشكيلية، المكان في أعمال سناء كيالي. كما كتب سيرته الذاتية في كتاب أسماه شجرة الليف، وله رواية "من زاوية أنثى" صدرت عام ٢٠١٩. حاز العامري على جائزة عبد الرحيم عمر لأفضل ديوان شعر عربي من رابطة الكتّاب الأردنيين عن مجموعته خسارات الكائن، وجائزة بينالي طهران الدولي في مجال الرسم من وزارة الثقافة الإيرانية، وجائزة بينالي الخرافي من جمعية التشكيليين الكويتيين.
تمتاز أعمال العامري التشكيلية بالطابع التجريدي، يقول في إحدى مقابلاته "ذهبت إلى التجريد عام 2002 بعد بحث في تفاصيل صغيرة في جسد الصخرة، فوجدت تجريدا بفعل الطبيعة يحتاج إلى إحياء عبر تاريخ جديد في العمل الفني، فوجدته الأفق المفتوح الذي من الممكن أن أسكب فيه فيوض خيالاتي، وما أفكر به من تحولات في الشكل والمساحة والعلامات، وصولا الى تداعيات اللون في المساحة. وهو الأقرب إلى روحي، يعطيني مساحات هائلة للقراءات المركبة".
آخر دوواين العامري الشعرية كانت "أحلم بالرصيف" الذي حصل على جائزة "مرويات الفيروس" عن وزارة الثقافة الأردنية. استطاع العامري في هذا الديوان أن يزاوج بين طاقة الشعر وسحر الفن فى أعماله الشعرية التى تنطلق من سحر الطبيعة ووحيها، قائلًا: "لقد كان للمعتزل الصحي الأثر الأكبر فى التفاعل الإبداعي بين الحالة النفسية وطبيعة النص الذى أنجزته، حيث تتحرك الأشياء ببطء شديد كأنك تكتب تحت وطأة سياط زمن ثقيل.. وهي تجربة تتمثل فى اختبار المريد الصوفي للارتفاع إلى مرتبة أعلى فى تحمل الألم وتحويله إلى تاريخ جديد يؤثث أيامنا بصور ربما سندرسها فيما بعد".
بقلم أفنان أبو يحيى