الوصف
ولد مهنّا الدرّة في عمان عام 1938 وكان أول رسام يقدّم الفن التكعيبي والفن التجريدي في الفنون البصرية في الأردن. عمل أستاذًا في كلية الفنون الجميلة والتصميم في الجامعة الأردنية وكان رئيساً لرابطة الفنون الجميلة.
التحق في عام 1954 بأكاديمية الفنون الجميلة في روما ليصبح أول أردني يتلقّى تعليماً أكاديمياً في الفن. تعلّم في روما أيضاً كلاسيكيات الفن من خلال المتاحف والكنائس. بعد تخرّجه عام 1958، عاد مهنّا إلى عمَّان لتدريس تاريخ الفن في كلية تدريب المعلمين. عام 1964، أسس قسم الفنون الجميلة في دائرة الثقافة والفنون في عمَّان كما أسّس معهد الفنون الجميلة عام 1970. كان مهنا الدرة أول أردني يؤسس استديو فني لتعليم الطلاب.
عُرف الفنان الراحل بغزارة إنتاجه الفني واتقانه رسم البورتريه الشخصي، واتسمت معالجاته الفنية في هذا الإطار بأسلوب تعبيري واختياره الألوان الزاهية والصريحة مع ضربات فرشاة منسابة، وخاض تجربة متعمقة في التجريد اللوني في الستينيات، برز خلالها اهتمامه الواضح بالضوء والحركة، والتجريب في الخامات. يعتبر الدرة رائد الفن التشكيلي الأردني الحديث وكان من طلائع الفنانين الذين أسسوا لأسلوب فني حداثي متميز في التكعيبية والتجريد.
تناول الدرة في أعماله التجريدية العديد من الموضوعات، لعل أبرزها المعالجات اللونية للعمارة الأردنية التراثية والأشكال المعمارية وتداخلها مع الظل والضوء وتجليات الحياة الاجتماعية في وجوه العامة، مازجًا بين الانفتاح على التقنيات الحداثية والأصالة التي ارتبطت بجماليات المكان وحياة الإنسان يحمل رسائل وتفاصيل محلية ضمن أسلوب حداثي تحاول استكشاف الضوء والظلال والحركة.
وأقام الدرة معارض لأعماله في بلدان عدة بينها الولايات المتحدة وإيطاليا وروسيا والنمسا وروما وموسكو وسانت بيترسبورج والنمسا. كما شارك في مهرجانات دولية أهمها بينالي البندقية، وحاز على جوائز وأوسمة رفيعة أبرزها وسام الكوكب الأردني وجائزة الدولة التقديرية الأولى من جلالة المغفور له الملك الحسين بن طلال ووسام الحسين للعطاء المميز من الدرجة الأولى من الملك الأردني عبد الله الثاني ووسام النجمة الذهبية من وزارة الثقافة والتراث الإيطالي ووسام الشرف من اتحاد الفنانين العرب، الأمر الذي اكسبه اسمًا عالميًا.
كما حمل الدرة الذي رحل مطلع عام 2021 رسالة الأردن الحضارية إلى العالم من خلال عمله كدبلوماسي في إيطاليا وتونس ومصر وروسيا، وكسفير لجامعة الدول العربية في موسكو. عام 2001، أصدر البريد الأردني طابع بريد من فئة 200 فلس تكريماً للدرة يعرض أحد لوحاته.
بقلم أفنان أبو يحيى